جذورٌ صنعت مجد العطر
منذ البدايات الأولى عام 1929، تشكّل لهذا الاسم حضورٌ يتجاوز حدود الصناعة، ويمتدّ في الذاكرة كما تمتدّ الروائح التي وُلدت من حسٍّ يعرف قيمة الاختيار ومكانة الذوق الرفيع.
لم تكن الرحلة مجرد خلط مكوّنات، ولا كانت العطور نتاج مصادفة…
بل كانت رؤية تتقدّم بثبات، وتواصل صياغة حضورٍ يستند إلى خبرة المؤسس وفهمه العميق لما يجعل العطر أكثر من رائحة… بل تجربة تُعلي من شأن اللحظة، وتمنح الهوية صوتها الهادئ ومعناها النبيل.
ففي كل مرحلة من هذه المسيرة، كان الالتزام راسخًا:
أن تُحترم المكوّنات كما تُحترم النفائس، وأن تُعامل الروائح باعتبارها مرآةً لذوقٍ لا يقبل سوى الأندر، وأن تُحفظ التفاصيل بدقّة الصانع الذي يدرك أن الفخامة لا تُعلن عن نفسها… بل تُعرَف بحضورها.
وفي هذا النهج الذي صاغه الشيخ إبراهيم القرشي، تتّحد الأصالة مع البراعة، وتلتقي قيمة التراث بكمال الحرفة، لتنشأ عطورٌ تُحرّك الشعور قبل أن تُلامس الجلد، وتجعل من كل نفحة جزءًا من قصةٍ أوسع وأعمق من أن تُختصر في وصفٍ عابر.
هذه الجذور لم تُبنَ على الزمن وحده، بل على مبدأٍ واضح:
أن يبقى العطر جديرًا بمكانته، وأن تظلّ التجربة شاهدةً على رقيٍّ لا يتبدّل مهما تغيّر العالم.
ولذلك…
تحوّل هذا الاسم إلى مرجعٍ يُحتذى به، ومحطة يقصدها من يبحث عن معنى يليق بحضوره، وعن توقيعٍ عطريّ يحمل صدى الخبرة، وجلالة الطبقات التي تُصاغ على مهل، وتُقدّم كما تُقدّم الأعمال التي كُتبت لتبقى.
واليوم،
تستمر هذه الجذور في تغذية مسيرةٍ لا تعرف سوى الارتقاء، وتحمل عبر العطور الجديدة امتدادًا طبيعيًا لتاريخٍ عريق، وترسم مستقبلًا يظلّ وفيًّا لما وضعه المؤسس من قيم: الندرة، الدقّة، الهيبة، وصدق الحرفة.
هنا…
لا تُقدّم الروائح فقط، بل تُقدّم تجربة تُشبه صاحبها، وتليق بذوقٍ يعرف ما يختار،
ويبحث عن عطرٍ يترك أثرًا لا يزول…
بل يستقرّ حيث تستقرّ الأشياء الثمينة: في القلب، وفي الذاكرة، وفي مقام الفخامة المستحقّة.